OnNEWS

فينيسيوس يُتوج بجائزة The Best..قِلادة فضية في جُعبة السَاحر

لم ينجح أحد في إيقاف عازف إيقاعات السامبا، فقرر أعداؤه أن يُطلقوا ألسنتهم العنصرية لعلها تنجح فيما فشل فيه الآخرون.

استنهض فينيسيوس هِمته كمُحاربٍ أثخنته الجراح، وانطلق في الميادين الخضراء كغزالٍ رشيق يتفادى سِهام أعداء الجمال لينثر بهاء إبداعه في الأرجاء.

مشهد فينيسيوس على مسرح التكريم وهو يرتدي بدلته السوداء الأنيقة رسمته في مُخيلة مُسانديه ساحراً برازيلياً بوجهٍ طفولي، أبهر بألاعيبه المُتابعين حتى أخرج من جُعبته قِلادة فضية، وأصبح الجميع حالياً في انتظار كرة الذهب التي ستُصالحه يوماً.

هل استحق فينيسيوس التكريم الرفيع ؟

بالحديث عن أحقية فينيسيوس بجائزة الأفضل The Best ينبغي أن نُشير لعدة حقائق منطقية تجعل فوزه مُستحقاً بكافة المقاييس.

حقق فينيسيوس في عام 2024 لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس السوبر الإسباني مع ريال مدريد.

خلال موسم تتويج ريال مدريد بالليجا (2023/2024) لعب فينيسيوس 26 مُباراة سجل فيهم 15 هدفاً وصنع 6 (ساهم تهديفياً في 21 هدفاً) .

وبالنظر لرقم إسهامات فينيسيوس ومُقارنته مع عدد أهداف ريال مدريد بشكلٍ عام الموسم الماضي في الليجا (87 هدفاً) نجد أن النجم الشاب ساهم في 24 % من إجمالي عدد أهداف أبطال المُسابقة.

إسهامات فينيسيوس في دوري الأبطال أكثر وضوحاً، إذ لعب 10 مُباريات في مشوار التتويج بالخامسة عشر، سجل فيهم 6 أهداف وصنع 5 أهداف.

لعب فينيسيوس 3 مُباريات فقط في دور المجموعات، وغاب عن المُباريات الثلاثة المُتبقية بسبب الإصابة، ونجح في تسجيل هدفين وصنع 3 أهداف.

تألق فينيسيوس الأبرز في دور المجموعات جاء في المُواجهة ضد نابولي على أرض ملعب دييجو مارادونا، وانتهى اللقاء حينها بفوزٍ للميرنجي بنتيجة 3-2، وسجل حينها النجم الشاب هدفاً.

في أدوار الحسم، سجل فينيسيوس في مرمى لايبزيج الألماني في إياب دور الـ 16، وساهم الهدف في عبور الفريق إلى ربع النهائي.

لم يُسجل فينيسيوس في مُواجهتي الذهاب والإياب ضد مانشستر سيتي في ربع النهائي، ولكنه صنع هدفين في جولة الذهاب على أرض سانتياجو برنابيو.

استعاد فينيسيوس ذاكرة التسجيل في لقاء ذهاب نصف النهائي ضد بايرن ميونخ على أرض البافاريين، وتمكن من تسجيل هدفين.

وتوج فينيسيوس مجهوده خلال البطولة بالتألق اللافت في النهائي ضد دورتموند، ونجح في أن يُسجل هدفاً.

الجدير بالذكر أن فينيسيوس أصبح بفضل هدفه في الفريق الألماني هو أصغر لاعب يُسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسمين مُختلفين (سجل في مرمى ليفربول في 2022- وسجل في مرمى دورتموند في 2024)، إذ كان يبلغ حينها من العُمر 23 سنة و325 يوماً.

وكان طبيعياً أن يفوز فينيسيوس بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا في هذا الموسم نتيجةً لأدائه المُتميز.

وشهد نهائي كأس السوبر الإسباني أداءً مُتميزاً للنجم فينيسيوس، إذ سجل ثلاثة أهداف “هاتريك” في مرمى برشلونة في اللقاء الذي أقيم على أرض ملعب الأول بارك في العاصمة السعودية الرياض.

وفي كأس السوبر الأوروبي لم يُسجل فينيسيوس أمام أتالانتا، ولكنه صنع هدفاً في المُباراة التي انتهت بفوز ريال مدريد بنتيجة 2-0.

 الساخرون ينضمون إلى صفوف المؤيدين

وصل فبنيسيوس جونيور إلى ريال مدريد في 2018 قادماً من فلامنجو البرازيلي، ولم يكن مستواه في البداية مُقنعاً.

كان الأمر منطقياً فالشاب اليافع يخوض تجربة اللعب في أوروبا للمرة الأولى في سنٍ صغير، وبالتأكيد يُصبح الأمر أكثر صعوبة حينما يتعلق الأمر بالنادي الأكثر نجاحاً في القارة العجوز.

تلقى فينيسيوس سيلاً من الانتقادات، وكان يراه بعض المُتابعين لاعباً يركض دون هدف، ويميل للاستعراض غير المفيد.

وكانت الواقعة الأبرز في هذا الفصل من قصة فينيسيوس بطلها زميله السابق كريم بنزيما الذي تبادل حديثاً ساخراً مع مُواطنه فيرلاند ميندي في إحدى مُباريات دوري الأبطال.

إذ وثقت الكاميرات بنزيما وهو يطلب من ميندي عدم التمرير لفينيسيوس قائلاً العبارة الشهيرة :”إنه يلعب ضدنا يا أخي”.

المُباراة المُشار إليها كانت بين ريال مدريد وبوروسيا مونشنجلادباخ على أرض الفريق الألماني في دور المجموعات لبطولة دوري الأبطال، وأقيم اللقاء يوم 27 أكتوبر 2020، وانتهت المُباراة بنتيجة التعادل 2-2.

مرت الأيام، وتوالت فصول قصة الساحر البرازيلي في أرض الإسبان، ونجح فينيسيوس في وضع بصمته وإثبات قدراته الكبيرة.

وتجسد ذلك في التحول الذي شهده موقف بنزيما الذي دافع عن زميله بعد خسارة سباق الكرة الذهبية في أكتوبر الماضي.

ونقل تقرير نشرته صحيفة ماركا الإسبانية تصريح بنزيما الذي قال فيه :”فينيسيوس لاعب يبذل المجهود دائماً، والأمر لا يتعلق فقط بتسجيل الأهداف”.

وتابع :”لقد تحدث مع فينيسيوس وهو حزين، وهذا أمر طبيعي، فيني استحق الفوز بالكرة الذهبية”.

إشادات عابرة للحدود

نال فينيسيوس سيلاً من الإشادات سواء من داخل إسبانيا أو خارجها بفضل مستوياته الرائعة.

وإن كان من الطبيعي أن يتلقى إشادة مُدربه كارلو أنشيلوتي، فحينما يتلقى إشادةً عابرةً للحدود يُصبح الأمر مُتميزاً أكثر.

خطف ريو فيرديناند أسطورة مانشستر يونايتد الأنظار حينما وثقت الكاميرات إعجابه بأداء فينيسيوس جونيور في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

ظل ريو يُنادي بفوز فينسيوس بالكرة الذهبية 9 مرات، وأضاف مُوضحاً رأيه :”في اللحظات الأهم هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا رأينا فينيسيوس مُتواجداً”.

صعوبة رحلة صناعة الفخر

أقر فينيسيوس في خطاب التتويج بجائزة الأفضل The Best بأنه قادم من بيئة فقيرة قريبة من عالم الجريمة.

زاد النجم البرازيلي بكلماته المؤثرة إثارة قصته، فالشاب اليافع لم يسير على حرير ناعم، بل أدمت قدماه الأشواك والحصى.

ولعل حديثه يكشف سبب الدموع التي سالت وهو يروي مأساة الهتافات العنصرية التي طالته، ولكنه نجح بقطرات العرق في أن يُدون سطراً ذهبياً توج به أسطورته التي شيدها بالحجارة التي انهالت عليه.

عبّر الظاهرة رونالدو عن لسان حال البرازيليين حينما قال لفينيسيوس بعد التتويج المهيب :”لقد حاولوا محوك يا صديقي، وأنتَ رقصت عليهم”.

وتابع بنبرةٍ أراد أن يصفع بها كل مُتنمر عُنصري :”أفضل لاعب في العالم أسمر وبرازيلي”.

شاهد أيضًا:




Source link

اضف تعليقك

Your Header Sidebar area is currently empty. Hurry up and add some widgets.